مسجد البدية في الفجيرة ليس مجرد مكان للعبادة، بل هو أقدم مسجد في الإمارات وأيقونة تاريخية تعكس أصالة العمارة الإسلامية القديمة. يتميز بتصميمه الفريد بأربع قباب صغيرة متقاربة، وشُيّد من الحجارة والطين ليحكي قصة بساطة وقوة البناء في تلك الحقبة. حتى اليوم ما زال المسجد شامخًا، يجذب الزوار من مختلف أنحاء العالم لاكتشاف تاريخه العريق وروحه الأصيلة.
ينقلك هذا المقال الشامل في رحلة للتعرف على تاريخ المسجد وأهميته الثقافية وموقعه الفريد.
- العنوان
- الأماكن القريبة
- تاريخ المسجد
- الهندسة ومواد البناء
- المسجد من الداخل
- صيانة المسجد
- مواعيد العمل
- الخلاصة
- الأسئلة الشائعة
العنوان
قرب منتجع كوكون، البدية، الفجيرة
الأماكن القريبة
يقع مسجد البدية في قرية البدية بإمارة الفجيرة، على الطريق الساحلي بين مدينتي خورفكان ودبا الفجيرة، وعلى بعد حوالي 35 كم شمال مدينة الفجيرة.هذا وتتميز المنطقة بموقعها الجغرافي المميز بين الجبال والبحر، مما يجعلها نقطة جذب سياحي وتاريخي. سنعرض عليك فيما يلي قائمة بالأماكن القريبة من مسجد البدية مع تقدير لمسافة القيادة بالدقائق بالسيارة:
- منطقة العقة السياحية، 7 دقائق بالسيارة
- شاطئ البدية، دقيقتان بالسيارة
- محمية البدية، 5 دقائق بالسيارة
- مدينة خورفكان، 20 دقيقة بالسيارة
- مدينة دبا الفجيرة، 20 دقيقة بالسيارة
تاريخ المسجد
يُرجَّح أن تاريخ بناء مسجد البدية في الفجيرة يعود إلى عام 1446 ميلادي، وذلك وفق نتائج دراسة أثرية وتحاليل كربون 14 أُجريت بالتعاون بين إدارة التراث والآثار في الفجيرة وجامعة سيدني الأسترالية خلال موسم التنقيب 1997–1998. يتميز المسجد بطرازه المعماري الفريد، حيث تعلوه أربع قباب حلزونية تستند إلى عمود مركزي واحد، فيما شُيّد باستخدام الحجارة المحلية (البازلت) والطين المحروق دون الاعتماد على الأخشاب في السقف. هذا وتبلغ مساحة المسجد نحو 53 مترًا مربعًا ويضم محرابًا ومنبرًا صغيرين، ولا يزال قائمًا حتى اليوم تُؤدى فيه الصلوات.
لم يكن مسجد البدية مجرد مكان للعبادة، بل شكّل عبر القرون رمزًا للتسامح والتعايش في قرية البدية، التي احتضنت أيضًا حصونًا وقلاعًا برتغالية في القرن السابع عشر. ويجسد المسجد جزءًا من حقبة إسلامية عريقة في المنطقة، حيث عاش الأهالي آنذاك في بيوت بسيطة ومتواضعة. كما أن موقعه بجوار الأبراج المجاورة يعكس أهميته الاستراتيجية كمرصد ومركز روحي. واليوم، يُعتبر المسجد معلمًا ثقافيًا وسياحيًا بارزًا يقصده الزوار والسكان لاكتشاف جانب أصيل من التاريخ والتراث المعماري في دولة الإمارات.
الهندسة ومواد البناء
يتميز مسجد البدية في الفجيرة بطراز معماري فريد وبسيط يعتمد على مواد بناء محلية. فقد بُني المسجد من الحجارة الكبيرة والصغيرة المعروفة بـ “البازلت”، مع استخدام الطين المحروق كمواد رابطة في البناء، دون استخدام الأخشاب في السقف. البناء رباعي القباب، حيث تتكون كل قبة من ثلاث قباب مركبة فوق بعضها بشكل هندسي مبدع، وتحمل هذه القباب على عمود مركزي واحد بالإضافة إلى أعمدة جانبية صغيرة، مما يعكس دقة وحرفية الصانع الإماراتي في ذلك الوقت.
الهيكل الخارجي للمسجد مربع الشكل بطول ضلع حوالي 15 ياردة، وله باب واحد، كما يحتوي على محراب صغير يتكون من فسحة بطول ياردتين وعرض ياردة واحدة ومنبر صغير به ثلاث درجات للصعود إليه. ويتميز المسجد بفتحات صغيرة موزعة حول الجدران تسمح بالتهوية والإضاءة الطبيعية داخله. كما ترتبط جدرانه بحجارة بصلبة متماسكة بواسطة الطين والتبن، ويحيط به سور منخفض من نفس المواد. هذه المواد وتوزيعها الهندسي جعل من المسجد صامدا لأكثر من خمسة قرون، مع طابع معماري يعكس التراث والبساطة والاعتماد على البيئة المحلية في البناء.
مسجد البدية من الداخل
تزدان القاعة الرئيسية لمسجد البدية بعناصر معمارية إسلامية بارزة، حيث تتكون من أربعة أقواس تقسم المسجد إلى أجزاء غير متساوية. تحتوي جدرانه على نوافذ مربعة تسمح بمرور ضوء الشمس إلى الداخل، بينما تُزين أركان القباب زخارف بارزة تُعرف بـ”المقرنصات”. يحيط بالمسجد فناء مكشوف مخصص للصلاة، وهو مستطيل الشكل ومحاط بسور يتميز ببناء مثلثي عند الزوايا اليمنى واليسرى. بالقرب من المسجد، يوجد بئر ماء وشجرة سدر يُقال إنها قديمة قدم المسجد نفسه، مما يضيف إلى قيمته التاريخية.
صيانة المسجد
تمت صيانة مسجد البدية في الفجيرة من قبل دائرة الآثار والتراث في الفجيرة عام 2001، بالتعاون مع بلدية دبي، حيث شملت عمليات الترميم كافة أجزاء المسجد القديم والآثار المحيطة به واستمرت لأكثر من سنة. اعتمدت الصيانة على أسس علمية ودراسات تاريخية تضمنت مسحًا دقيقًا لمكونات البناء، تحليل العناصر المعمارية، الدراسة الإنشائية والكشف على الأساسات، بالإضافة إلى دراسة حالات التشققات وتشخيص حالة مواد البناء داخل المسجد وخارجها، وفي محيط الفناء والجدار الخارجي. كما أعادت عملية الترميم بريق قرية البدية وحمت آثارها من الاندثار.
خلال الترميم، تم الحفاظ على التصميم الأصلي للمسجد باستخدام نفس المواد التقليدية التي بُني بها، مثل الحجر والطين المحروق، وتم دعم القباب والجدران وإعادة تأهيل المحيط. كما أضيفت مرافق حديثة تناسب احتياجات الزوار، مثل مكان للوضوء تم تصميمه ليتماشى مع الطراز المعماري القديم للمسجد، مما حافظ على هويته التراثية رغم التحديثات.
مواعيد العمل
طيلة أيام الأسبوع: 08:00 صباحا إلى 06:30 مساء
الخلاصة
يتميز مسجد البدية بتصميم معماري فريد يعتمد على أربع قباب هندسية مبتكرة مبنية من حجارة البازلت والطين المحروق، دون استخدام الأخشاب في السقف. حافظت عمليات الصيانة الحديثة على التراث الأصيل باستخدام نفس المواد التقليدية، مع إضافة مرافق تناسب الزوار. يمثل المسجد مكان عبادة وروحانيًا يحمل تاريخًا غنيًا وثقافة عميقة، وهو رمز للاستمرارية والتسامح في القرية. يحيط به سور منخفض وأبراج قديمة تعكس الأهمية الاستراتيجية للموقع. اليوم، يجذب المسجد السياح والباحثين عن التراث المعماري والتاريخي في الإمارات، ويشكل وجهة ثقافية وروحية بارزة تجمع بين العراقة والبساطة والتجدد.
الأسئلة الشائعة
بُني المسجد من حجارة البازلت المحلية والطين المحروق، دون استخدام أخشاب في السقف. يتكون من أربع قباب هندسية متداخلة تحملها أعمدة، بتصميم مميز يعكس براعة وتقنيات البناء المحلية آنذاك.
نعم، المسجد لا يزال يُستخدم لأداء الصلوات من قبل السكان المحليين والزوار، رغم كونه موقعاً أثريا هاما.
تبلغ مساحة المسجد حوالي 53 مترا مربعا، ويحتوي على محراب صغير ومنبر به ثلاث درجات، بالإضافة إلى فناء خارجي محاط بسور منخفض يوفر بيئة مناسبة للصلاة والزيارة.
نعم، المسجد يُعتبر من أهم الأماكن السياحية في دبا الفجيرة، ويجذب الزوار المهتمين بالتاريخ والعمارة الإسلامية وكذلك الباحثين عن تجربة روحية وتراثية.
نأمل أن نكون قد قدمنا لك دليلا شاملا ومفيدا عن مسجد البدية في الفجيرة، الذي يجمع بين التاريخ العريق والعمارة الفريدة والتراث الثقافي الأصيل. هذا المسجد لا يعد فقط موقعا دينيا وإنما أيضا رمزا للتراث والهوية الإماراتية، ويستحق الزيارة للاستمتاع بجماله وروحانيته.
تعرف على مراكز سياحية ستنال إعجابك أثناء زيارتها في هذه الإمارة الخلابة، وتصفح كل شيء عن متحف الفجيرة إلى جانب محمية وادي الوريعة الوطنية ومواضيع أخرى على موقع بروبرتي فايندر.
