يُعد قانون التملك للأجانب في الإمارات خطوة جوهرية في تعزيز مكانة الدولة كوجهة استثمارية عالمية، حيث أتاح للمستثمرين من مختلف الجنسيات فرصة تملّك العقارات في مناطق محددة بنظام التملك الحر أو الانتفاع طويل الأمد. وقد ساهم هذا القانون في جذب المزيد من الاستثمارات الأجنبية، وجعل السوق العقاري الإماراتي واحدًا من أكثر الأسواق نضجًا وشفافية على مستوى المنطقة.
كما أن المبادرات الحكومية مثل فوائد الإقامة الذهبية في الإمارات شكّلت عامل جذب إضافيًا، إذ تمنح المستثمرين العقاريين إقامةً طويلة الأمد تتيح لهم الاستقرار وممارسة أنشطتهم بثقة أكبر. هذا التوجه لم يأتِ من فراغ، بل يعكس رؤية اقتصادية طموحة تهدف إلى تنويع مصادر الدخل غير النفطي، وتنشيط قطاعات حيوية مثل التمويل، والسياحة، وتجارة التجزئة، مما يعزز من استدامة الاقتصاد الإماراتي ويكرّس موقعه كمركز عالمي للأعمال والاستقرار.
- تعريف الاستثمار العقاري للأجانب في الإمارات
- الأنظمة والقوانين المنظمة لتملك وبيع العقار للأجانب
- الرسوم والضرائب المفروضة على صفقات البيع للأجانب
- إعفاءات أو تسهيلات للمستثمرين الأجانب
- تشريعات قانون التملك للأجانب في الدول المختلفة: نظرة مقارنة
- مقارنة رسوم بيع العقار بين الدول الثلاث
- إجراءات نقل الملكية للمستثمرين الأجانب في الإمارات
- نصائح للمستثمرين الأجانب
- الخلاصة
- الأسئلة الشائعة
تعريف الاستثمار العقاري للأجانب في الإمارات

يوفر قانون التملك للأجانب في الإمارات خيارات متنوعة للمستثمرين، مما يمنحهم مرونة كبيرة لاختيار ما يناسب أهدافهم. تنقسم أنواع الملكية المتاحة للأجانب بشكل أساسي إلى نوعين:
- التملك الحر: يمنح هذا النوع من الملكية المستثمر حقًا كاملًا ودائمًا في العقار والأرض التي يقع عليها. يمكن للمالك بيع العقار أو تأجيره أو توريثه دون أي قيود زمنية.
- حق الانتفاع: يمنح هذا النظام المستثمر حق استخدام العقار لفترة زمنية طويلة ومحددة، تصل عادةً إلى 99 عامًا. بعد انتهاء هذه المدة، يعود العقار إلى المالك الأصلي للأرض.
ولتنظيم هذا الاستثمار، حددت كل إمارة مناطق جغرافية معينة يُسمح فيها للأجانب بالتملك الحر، تُعرف بـ “مناطق التملك الحر“. من أشهر هذه المناطق: دبي مارينا، وسط مدينة دبي، نخلة جميرا، والخليج التجاري في دبي، إلى جانب جزيرة ياس وجزيرة السعديات في أبوظبي.
الأنظمة والقوانين المنظمة لتملك وبيع العقار للأجانب
يستند قانون التملك للأجانب في الإمارات إلى إطار تشريعي واضح ومنظم يهدف إلى حماية حقوق جميع الأطراف. في دبي، يُعد قانون الملكية العقارية رقم (7) لسنة 2006 هو الأساس الذي ينظم تملُّك الأجانب. وفي أبوظبي، أُصدرت قوانين مماثلة لتحديد مناطق الاستثمار العقاري وتنظيم إجراءاته.
تُعد دائرة الأراضي والأملاك في دبي (DLD) والجهات التنظيمية المماثلة في الإمارات الأخرى هي المسؤولة عن تسجيل جميع التصرفات العقارية. يجب تسجيل أي صفقة بيع أو شراء رسميًا لدى هذه الجهات لضمان صحتها القانونية وحفظ حقوق المالك الجديد.
الرسوم والضرائب المفروضة على صفقات البيع للأجانب
تتميز الإمارات ببيئة ضريبية تنافسية للغاية، حيث تكون الرسوم المفروضة على صفقات بيع العقارات واضحة ومحدودة، وتشمل بشكل أساسي ما يلي:
- رسوم نقل الملكية (رسوم التسجيل): هي الرسوم الرئيسية في أي معاملة بيع، وتبلغ في دبي 4% من قيمة العقار. جرت العادة على أن يتم تقاسم هذه النسبة مناصفة بين البائع والمشتري (2% لكل طرف)، ولكن هذا الأمر يخضع للتفاوض بين الطرفين.
- رسوم الوكلاء العقاريين: تبلغ عمولة الوكيل العقاري عادةً 2% من سعر بيع العقار، وتُدفع نظير خدماته في تسهيل الصفقة وإيجاد الطرف المناسب.
- ضريبة الأرباح الرأسمالية: من أبرز مزايا السوق الإماراتي هو عدم وجود ضريبة مباشرة على الأرباح الرأسمالية الناتجة عن بيع العقارات من قبل الأفراد، وهو ما يزيد من صافي العائد للمستثمر مقارنة بالعديد من الأسواق العالمية.
- رسوم إضافية: يجب على المستثمر الأخذ في الاعتبار رسوم الخدمات والصيانة السنوية، وهي تكاليف متكررة تُدفع لإدارة وصيانة المرافق المشتركة في المبنى أو المجمع السكني.
إعفاءات أو تسهيلات للمستثمرين الأجانب

تعمل حكومة الإمارات بشكل مستمر على تقديم مبادرات وتسهيلات لتعزيز جاذبية السوق العقاري للمستثمرين، ومنها:
- المناطق الحرة العقارية: في بعض المناطق الحرة المحددة، قد تخضع بعض المعاملات العقارية لضريبة القيمة المضافة بنسبة صفرية، مما يقلل من التكاليف على المستثمرين.
- الإقامة الذهبية: تُعد هذه المبادرة من أهم عوامل الجذب. تمنح الإمارات الإقامة الذهبية طويلة الأمد (لمدة 10 سنوات) للمستثمرين الذين يشترون عقارًا بقيمة لا تقل عن 2 مليون درهم إماراتي، مما يوفر لهم ولأسرهم استقرارًا طويل الأمد في الدولة.
- التسهيلات التمويلية: توفر البنوك المحلية والدولية العاملة في الإمارات خيارات تمويل عقاري متنوعة للمستثمرين الأجانب غير المقيمين، مما يسهل عليهم عملية الشراء.
تشريعات قانون التملك للأجانب في الدول المختلفة: نظرة مقارنة
لفهم أعمق للسوق الإقليمي، من المفيد مقارنة نظام الإمارات مع دول أخرى جاذبة للاستثمار.
المملكة العربية السعودية
شهدت السعودية مؤخرًا انفتاحًا كبيرًا يهدف إلى جذب الاستثمارات الأجنبية كجزء من رؤية 2030. يسمح نظام تملك غير السعوديين للعقار للمستثمرين الأجانب المرخصين بتملك العقارات اللازمة لمزاولة النشاط المهني أو الحرفي، بالإضافة إلى سكن العاملين.
حساب رسوم بيع العقار في السعودية:
- ضريبة التصرفات العقارية: فرضت المملكة ضريبة بنسبة 5% على إجمالي قيمة بيع العقار، يتحملها البائع. هذه الضريبة حلت محل ضريبة القيمة المضافة على العقارات.
- رسوم نقل الملكية: لا توجد حاليًا رسوم نقل ملكية منفصلة كما هو الحال في الإمارات، حيث تعتبر ضريبة التصرفات العقارية هي التكلفة الرئيسية.
- مقترحات مستقبلية: ناقش مجلس الشورى سابقًا مقترحًا لتحصيل رسم بنسبة 10% على قيمة العقارات المملوكة للأجانب في بعض الحالات، ولكن لم يتم إقراره كنظام حتى الآن، مما يستدعي متابعة المستجدات التشريعية.
- مصاريف إضافية: تشمل أتعاب المحامين والوكلاء العقاريين والرسوم الإدارية البسيطة لإتمام عملية التسجيل.
مقارنة رسوم بيع العقار بين الدول الثلاث
الميزة | الإمارات العربية المتحدة | المملكة العربية السعودية |
رسوم نقل الملكية |
4% من قيمة العقار (تُقاسم غالبًا) |
لا توجد (مشمولة في الضريبة) |
الضرائب / رسوم البيع |
لا توجد ضريبة أرباح رأسمالية على العقارات السكنية |
ضريبة التصرفات العقارية (5% من سعر البيع) |
مصاريف إضافية شائعة |
أتعاب وكيل عقاري (2%)، رسوم إدارية |
أتعاب قانونية ووكلاء |
إجراءات نقل الملكية للمستثمرين الأجانب في الإمارات

تتميز إجراءات نقل الملكية في الإمارات بالكفاءة والسرعة، ويُمكن تلخيصها في الخطوات التالية:
- توقيع مذكرة التفاهم (عقد البيع المبدئي) ودفع عربون.
- الحصول على شهادة عدم ممانعة (NOC) من المطور العقاري.
- تجهيز المستندات المطلوبة (جواز السفر، تأشيرة الإقامة إن وجدت، عقد البيع، شهادة عدم الممانعة).
- التوجه إلى أحد مكاتب أمناء التسجيل المعتمدة من دائرة الأراضي والأملاك.
- دفع الرسوم المستحقة عبر شيك مدير باسم الدائرة.
- إصدار سند الملكية الجديد باسم المشتري، وهي عملية قد تستغرق أقل من يوم عمل واحد في حال اكتمال جميع الأوراق.
نصائح للمستثمرين الأجانب
- التحقق من القوانين: تأكد دائمًا من آخر التحديثات على قانون التملك للأجانب في الإمارات قبل إتمام أي صفقة.
- الاستعانة بالخبراء: استشر محاميًا عقاريًا ووكيلًا موثوقًا لتجنب أي أخطاء قانونية أو مالية.
- حساب التكاليف بدقة: لا تغفل عن الرسوم الإضافية مثل رسوم الخدمات السنوية وتكاليف الاستشارات.
- استخدام المنصات الرسمية: استفد من التطبيقات الرسمية التي تُوفر خدمات متنوعة للملاك والمستثمرين وتزيد من شفافية السوق.
الخلاصة
توفر دولة الإمارات بيئة استثمارية آمنة وشفافة ومنظمة للمستثمرين العقاريين الأجانب. إن وضوح القوانين، ومحدودية الرسوم، وغياب الضرائب المباشرة على الأرباح، بالإضافة إلى المزايا الفريدة المشمولة ضمن فوائد الإقامة الذهبية، كلها عوامل تجعل الإمارات واحدة من أكثر الوجهات جاذبية للاستثمار في العالم. من خلال التخطيط السليم والاستعانة بالخبراء، يمكن للمستثمرين تحقيق عوائد ممتازة وتعزيز قيمة محافظهم الاستثمارية.
الأسئلة الشائعة
يمكن للأجانب التملك في مناطق التملك الحر المخصصة لذلك، ومن أشهرها دبي مارينا، ووسط مدينة دبي، ونخلة جميرا في دبي، وجزيرة ياس في أبوظبي.
لا، لا تفرض الإمارات ضريبة على الأرباح الرأسمالية الناتجة عن بيع العقارات للأفراد، ولكن توجد رسوم تسجيل لدائرة الأراضي والأملاك وعمولات للوكلاء العقاريين.
نعم، تمنح حكومة الإمارات الإقامة الذهبية للمستثمرين العقاريين وأسرهم عند شراء عقار وفقًا للشروط المحددة.
يمكن ذلك من خلال التفاوض على عمولة الوكيل العقاري، واختيار العقارات التي تتمتع برسوم خدمات منخفضة، والاستفادة من أي إعفاءات أو عروض ترويجية من المطورين العقاريين.