pf-logo-en
pf-logo-ar

من يتحمل ضريبة التصرفات العقارية وكيف تختلف عن رسوم البيع؟

يعتبر سوق العقارات في الإمارات واحدًا من أكثر الأسواق حيوية وجاذبية في العالم. وعند الخوض في تفاصيل شراء أو بيع عقار، يبرز تساؤل مهم حول التكاليف الإضافية، والتي يُشار إليها أحيانًا عن طريق الخطأ بمصطلح ضريبة التصرفات العقارية. من الضروري هنا توضيح أن الإمارات لا تفرض “ضريبة” بالمعنى التقليدي المطبق في دول أخرى، بل تطبق نظام رسوم تسجيل ونقل ملكية، وهذا النظام يختلف من إمارة لأخرى.

يهدف هذا المقال إلى الإجابة بشكل واضح على سؤال من يتحمل رسوم التصرفات العقارية في أبرز الإمارات مثل دبي وأبوظبي والشارقة. سنستعرض الفروقات الجوهرية بين مفهوم الرسوم المطبق محليًا والضرائب العقارية المباشرة، مع شرح مفصل لكيفية حساب هذه الرسوم، والمسؤول عن سدادها، والحالات التي قد يُعفى منها، لنقدم لك دليلًا شاملًا يساعدك على فهم كافة الجوانب المالية لصفقتك العقارية القادمة.

ما هي رسوم التصرفات العقارية في الإمارات؟

صورة لعقارات دبي لتوضيح مثال على سوق العقارات في الإمارات

على عكس دول مثل المملكة العربية السعودية أو مصر التي تفرض ضريبة محددة على عمليات بيع العقارات تذهب إلى الخزينة العامة للدولة، يتبنى القطاع العقاري في الإمارات نموذجًا مختلفًا. فالمبلغ المدفوع عند نقل ملكية عقار هو عبارة عن “رسوم تسجيل” إدارية تُدفع للدوائر الحكومية المحلية المسؤولة عن تنظيم وتوثيق القطاع العقاري.

الهدف الأساسي من هذه الرسوم هو:

  • تنظيم السوق: ضمان تسجيل جميع الصفقات العقارية بشكل رسمي وقانوني.
  • توثيق الملكيات: حماية حقوق كل من البائع والمشتري عبر توثيق العقود في سجلات حكومية موثوقة.
  • دعم الخدمات: تمويل وتطوير البنية التحتية والخدمات الذكية التي تقدمها الدوائر العقارية لتسهيل الإجراءات على المتعاملين.

لذلك، عند الحديث عن “ضريبة التصرفات العقارية” في الإمارات، فإن المصطلح الأدق والأصح هو “رسوم نقل الملكية” أو “رسوم التسجيل العقاري”.

من يتحمل ضريبة التصرفات العقارية في الإمارات المختلفة؟

تختلف نسبة الرسوم والطرف المسؤول عن سدادها بشكل طفيف بين الإمارات، ولكن العرف السائد يميل نحو تحميلها للمشتري.

في دبي

يُعد السوق العقاري في دبي هو الأكثر نشاطًا ونموًّا، وتطبق أعلى نسبة رسوم بين الإمارات الرئيسية.

  • النسبة: تبلغ رسوم نقل الملكية 4% من إجمالي قيمة العقار.
  • المسؤول عن السداد: المسؤولية غالبًا ما تقع على عاتق المشتري. ومع ذلك، لا يوجد قانونيًا ما يمنع من الاتفاق بين البائع والمشتري على تقاسم هذه النسبة (2% لكل منهما)، ويجب توثيق هذا الاتفاق بوضوح في عقد البيع.
  • جهة التحصيل: تُدفع هذه الرسوم مباشرةً لدائرة الأراضي والأملاك في دبي (DLD).

في أبوظبي

تتميز العاصمة أبوظبي برسوم أكثر تنافسية لجذب الاستثمارات العقارية.

  • النسبة: تبلغ رسوم تسجيل العقار 2% من قيمة البيع.
  • المسؤول عن السداد: يتحملها المشتري في العادة، ما لم ينص العقد المبرم بين الطرفين على تقاسمها.
  • جهة التحصيل: تُسدد الرسوم لدائرة البلديات والنقل (DMT).

في الشارقة

تسير الشارقة على نهج مشابه لأبوظبي فيما يتعلق برسوم التسجيل العقاري.

  • النسبة: تُقدر رسوم تسجيل العقار بـ 2% من قيمة الصفقة.
  • المسؤول عن السداد: كما هو الحال في دبي وأبوظبي، تقع المسؤولية عادةً على المشتري، مع وجود مرونة للاتفاق على خلاف ذلك بين أطراف الصفقة.
  • جهة التحصيل: تُسدد الرسوم في دائرة التسجيل العقاري في الشارقة.

الفرق بين ضريبة التصرفات العقارية ورسوم البيع

صورة لتوقيع عقد بيع عقار لتوضيح من يتحمل ضريبة التصرفات العقارية
  • الطبيعة القانونية:
    • ضريبة التصرفات العقارية: ضريبة حكومية تُفرض على نقل الملكية بهدف دعم الإيرادات العامة.
    • رسوم البيع أو الإفراغ: رسوم إدارية مرتبطة بالخدمات الحكومية كإصدار الصكوك أو التسجيل.
  • الجهة المحصلة:
    • الضريبة: دائرة الأراضي أو الجهة الضريبية المختصة.
    • الرسوم: الجهات الإدارية أو السجل العقاري.
  • طريقة الحساب:
    • الضريبة تُحتسب كنسبة مئوية من قيمة العقار (2% إلى 4%).
    • رسوم البيع غالبًا ما تتكون من مبالغ ثابتة أو نسبة صغيرة لتغطية الإجراءات.
  • التحمُّل:
    • الضريبة يتحملها المشتري أو تقسم مع البائع حسب العرف المحلي.
    • رسوم البيع يمكن أن يتحملها أحد الطرفين أو تقسم بينهم.

طريقة حساب رسوم التصرفات العقارية وأمثلة عملية

يتم حساب الرسوم كنسبة مئوية مباشرة من سعر البيع المتفق عليه للعقار.

  • مثال (دبي): لشراء فيلا في دبي بقيمة 2,000,000 درهم إماراتي.
    • حساب الرسوم: 2,000,000 * 4% = 80,000 درهم إماراتي.
    • بالإضافة إلى ذلك، توجد رسوم إدارية أخرى بسيطة مثل رسوم إصدار شهادة الملكية ورسوم تسجيل الرهن العقاري إن وجد.
  • مثال (أبوظبي): لشراء شقة في أبوظبي بقيمة 1,500,000 درهم إماراتي.
    • حساب الرسوم: 1,500,000 * 2% = 30,000 درهم إماراتي.

تُسدد هذه المبالغ عادةً عبر شيك مدير موجه للدائرة الحكومية المختصة ويتم تقديمه عند إتمام إجراءات نقل الملكية.

الإعفاءات والاستثناءات من الرسوم

على الرغم من أن الرسوم إلزامية في معظم الحالات، توجد بعض الاستثناءات التي قد تؤدي إلى تخفيضها أو الإعفاء منها:

  1. الهبة بين الأقارب: في حالة نقل ملكية عقار كهدية (هبة) بين الأقارب من الدرجة الأولى (مثل الزوج والزوجة، أو الآباء والأبناء)، يتم تطبيق رسوم رمزية ومخفضة بشكل كبير. ففي دبي على سبيل المثال، تبلغ رسوم الهبة 0.125% فقط من قيمة تقييم العقار.
  2. برامج الإسكان الحكومي: قد تستفيد الصفقات العقارية التي تتم عبر برامج إسكان المواطنين من دعم حكومي يغطي جزءًا من هذه الرسوم أو كلها.
  3. المشاريع الخاصة: في بعض الحالات، قد يعلن المطورون العقاريون عن عروض ترويجية يتحملون فيها رسوم التسجيل بالكامل لجذب المشترين.

رسوم أخرى متعلقة ببيع العقارات في الإمارات

صورة لوكيل عقاري مع مشتري لتوضيح تقسيم رسوم التصرفات العقارية

إلى جانب رسوم التصرفات العقارية ورسوم التسجيل الرسمية التي تختلف من إمارة إلى أخرى، هناك بعض الرسوم الإضافية التي قد يواجهها كل من البائع والمشتري أثناء إتمام الصفقة. هذه الرسوم لا تُصنف كضرائب مباشرة، لكنها تُعد جزءًا من التكلفة الإجمالية لعملية البيع أو الشراء. وتشمل رسومًا خاصة بدبي، بالإضافة إلى ضريبة القيمة المضافة المطبقة في حالات معينة ورسوم التقييم العقاري.

ويمكن تلخيصها كما يلي: 

  • رسوم إصدار سند الملكية: تُدفع للحصول على شهادة الملكية النهائية باسم المشتري بعد تسجيل الصفقة.
  • رسوم التسجيل العقاري الإضافية: مثل رسوم تسجيل الرهن العقاري في حال تم شراء العقار عبر تمويل بنكي.
  • رسوم التقييم العقاري: تتراوح غالبًا بين 2,500 و3,500 درهم إماراتي، وتُطلب عند التقدم للحصول على قرض عقاري.
  • رسوم خدمات الوسطاء العقاريين: عادةً بنسبة 2% من قيمة البيع، وقد تخضع لضريبة القيمة المضافة بنسبة 5%.
  • رسوم مراكز أمناء الخدمات العقارية: وهي رسوم إدارية تُدفع عند إتمام إجراءات البيع عبر هذه المراكز المعتمدة.
  • رسوم الصيانة أو الخدمة (في العقارات المشتركة): يتحملها المشتري بعد إتمام عملية الشراء، وتختلف حسب المشروع والمطور.

ضريبة القيمة المضافة ومتى تُحسب

العقارات السكنية لا تخضع لضريبة القيمة المضافة في معظم الحالات. الاستثناء يكون عند شراء شقة فندقية جديدة من المطوّر، حيث تُفرض ضريبة 5% على سعر الشراء. كما تُطبق القيمة المضافة على بعض الرسوم مثل خدمات الوسطاء أو مراكز أمناء الخدمات العقارية، لكنها لا تُفرض على رسوم التسجيل العقاري نفسها.

الخلاصة

في النهاية، يتضح أن نظام التصرفات العقارية في الإمارات يعتمد مجموعة واضحة من الرسوم المفروضة على عقد بيع العقار بدلًا من الضريبة التقليدية. وتقع مسؤولية سداد هذه الرسوم، التي تتراوح بين 2% و 4%، غالبًا على عاتق المشتري، مع إمكانية التفاوض وتقاسمها مع البائع. هذا الفارق الجوهري بين الرسوم والضرائب يجعل السوق الإماراتي أكثر وضوحًا للمستثمرين.

إن الإلمام بهذه التفاصيل، وفهم من يتحمل هذه التكاليف وكيفية حسابها، يمنحك القوة لاتخاذ قرارات استثمارية مدروسة والتخطيط المالي السليم لصفقتك العقارية، مما يضمن تجربة سلسة وخالية من أي مفاجآت.

أسئلة شائعة

هل تعتبر رسوم نقل الملكية في الإمارات ضريبة؟ 

لا، هي ليست ضريبة بالمعنى التقليدي، بل هي رسوم إدارية تُدفع مقابل خدمة تسجيل وتوثيق الملكية العقارية لدى الدوائر الحكومية المختصة.

من يتحمل رسوم التسجيل العقاري في العادة؟ 

في معظم الحالات والعقود النموذجية، يتحمل المشتري هذه الرسوم. ومع ذلك، يمكن الاتفاق تعاقديًا على تقاسمها بين البائع والمشتري.

هل تختلف نسبة الرسوم بين الإمارات؟ 

نعم، تختلف النسبة. أشهر الأمثلة: دبي (4%)، بينما أبوظبي والشارقة (2%) من قيمة العقار.

هل توجد أي إعفاءات من هذه الرسوم؟ 

نعم، توجد إعفاءات وتخفيضات في حالات محددة، أبرزها نقل الملكية كهبة بين الأقارب من الدرجة الأولى، أو العقارات ضمن برامج دعم الإسكان للمواطنين.

هل يمكن تقسيم رسوم التسجيل العقاري بين البائع والمشتري؟ 

نعم، هذا الأمر ممكن تمامًا ويعتمد على الاتفاق والتفاوض بين الطرفين، ويجب أن يتم تدوينه بوضوح في مذكرة التفاهم أو عقد البيع.

 

Share Your Thoughts

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *