شهدت الإمارات، وخاصة إمارة أبوظبي، طفرة غير مسبوقة في مجال البنية التحتية والمشاريع التنموية الكبرى التي عززت مكانتها مركزًا عالميًّا للثقافة والفنون. ومن بين هذه المشاريع الطموحة يبرز متحف زايد الوطني، الذي لا يُعد مجرد مبنى يضم مقتنيات تاريخية، بل هو صرح ثقافي وطني يروي بأسلوب شيّق قصة تأسيس الدولة ويسلّط الضوء على الإرث الخالد للمغفور له، بإذن الله، الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، طيّب الله ثراه.
يأتي المتحف كأحد الأركان الأساسية للمنطقة الثقافية في جزيرة السعديات، ليمثل وجهة تثقيفية ورمزًا للعمق الحضاري لدولة الإمارات، محتفيًا بقيم الوالد المؤسس ورؤيته الحكيمة التي أرست دعائم التطور والازدهار. يهدف هذا المقال إلى تقديم دليل شامل لاستكشاف متحف زايد الوطني، من حيث تصميمه المعماري المستدام، رسالته التثقيفية، وأهم الأقسام التي يقدمها لزوار المنطقة والمستثمرين العقاريين الباحثين عن مواقع حيوية تجمع بين الثقافة والرفاهية.
- الموقع الاستراتيجي والأهمية الثقافية للمتحف
- رسالة المتحف: ترسيخ الإرث الحضاري والبحث العلمي
- تصميم متحف زايد الوطني: إبداع معماري مستدام
- الأقسام الرئيسية للمتحف: استكشاف متعمّق
- معلومات وتفاصيل هامة حول الزيارة
- الآثار على السوق العقاري (أمثلة محلية)
- الخلاصة: نظرة نحو المستقبل
- الأسئلة الشائعة

الموقع الاستراتيجي والأهمية الثقافية للمتحف
يتمتع متحف زايد الوطني بموقع استثنائي في قلب المنطقة الثقافية في جزيرة السعديات في أبوظبي. تُعتبر جزيرة السعديات واحدة من أبرز الوجهات السياحية والثقافية والسكنية في الإمارة، ما يمنح المتحف ميزة الوصول السهل والقرب من صروح عالمية أخرى مثل متحف اللوفر أبوظبي ومركز منارة السعديات.
إن وجود هذا الصرح الثقافي ضمن مخططات المنطقة يعزز من قيمة العقارات المحيطة به، حيث يدرك المستثمرون أهمية الموقع الذي يربط بين الحياة العصرية الغنية بالخدمات والمرافق المتكاملة وبين العمق التاريخي والثقافي. تساهم المشاريع الثقافية الكبرى مثل متحف زايد الوطني في ترسيخ مكانة الإمارة كوجهة عالمية للسياحة الثقافية، ما يدعم نمو قطاع العقارات والمشاريع الجديدة فيها بشكل مستدام.
رسالة المتحف: ترسيخ الإرث الحضاري والبحث العلمي
تتجاوز رسالة متحف زايد الوطني مجرد العرض التاريخي؛ فهي تركز على ترسيخ مكانة المتحف كإحدى المؤسسات البحثية المرموقة على مستوى العالم، الملتزمة بتعليم الأجيال ونشر الوعي بتاريخ وثقافة الإمارات العربية المتحدة.
دعم الأبحاث وتمكين الباحثين
- صندوق متحف زايد الوطني لتمويل الأبحاث: تم إطلاق هذا الصندوق في عام 2023 بهدف دعم البحوث المتعمقة حول ثقافة وتاريخ دولة الإمارات وإرث الشيخ زايد. يقدّم الصندوق منحًا سنوية تصل قيمتها الإجمالية إلى مليون درهم إماراتي، ويتم تقييم المشاريع البحثية المقدمة من قبل لجنة خبراء وفق معايير دقيقة تشمل المنهجية والنتائج المتوقعة ومدى ارتباطها المباشر برسالة المتحف.
- مشروع قارب ماجان: يُعد هذا المشروع مثالًا عمليًا على الأبحاث التي يدعمها المتحف، حيث تم بالتعاون مع جامعتي زايد ونيويورك أبوظبي. استهدف المشروع الكشف عن تقنيات بناء القوارب التقليدية التي مكنت سكان المنطقة من التجارة مع العالم الأوسع في العصور القديمة، مسلطًا الضوء على التراث البحري للدولة.
تعليم الأجيال المقبلة

يسعى المتحف إلى إلهام الأجيال القادمة من الباحثين والمؤرخين وعلماء الآثار وأصحاب التخصصات الثقافية في الدولة. ويتحقق ذلك من خلال التعاون الوثيق مع المعلمين والمؤسسات التعليمية المحلية، لتشجيع الشباب على الانخراط في المجالات الثقافية والعلمية التي تخدم مسيرة الدولة.
تصميم متحف زايد الوطني: إبداع معماري مستدام
تم تصميم متحف زايد الوطني من قبل شركة “فوستر وشركاه” بإشراف المهندس المعماري البريطاني الشهير نورمان فوستر. يتميز التصميم بكونه رمزًا بصريًا وثقافيًا يعكس رؤية الشيخ زايد وشغفه بالصقور والتراث الوطني.
إلهام جناح الصقر
يستوحي التصميم شكله من أجنحة الصقر أثناء التحليق، حيث يتكون من مجموعة من الأبراج التي تشبه الأجنحة المتباينة في الارتفاع، مما يرمز إلى القوة والحرية والشموخ. هذا العنصر البصري لا يقتصر على العنصر الجمالي فحسب، بل يحمل دلالة عميقة تعكس العلاقة التاريخية والثقافية للصقر في تراث الإمارات.
الاستدامة والتقنيات البيئية
يجمع تصميم المتحف بين تقنيات الاستدامة القديمة والحديثة بما يتلاءم مع مناخ دولة الإمارات العربية المتحدة الصحراوي.
- التهوية الطبيعية: تم تصميم الأبراج لتعمل كأبراج رياح حرارية، حيث تعمل على سحب الهواء الساخن من الأسفل والسماح للضوء الطبيعي بالدخول إلى القاعات، مما يقلل بشكل كبير من الاعتماد على أنظمة تكييف الهواء الاصطناعية.
- المواد المحلية: استخدام مواد بناء تتناسب مع المناخ المحلي وتساعد في الحفاظ على درجة حرارة معتدلة داخل المتحف.
- المساحات الداخلية: تبلغ المساحة الإجمالية للمتحف حوالي 8600 متر مربع، وتُخصّص مساحة واسعة منها للمعارض الدائمة، في بيئة مريحة وتثقيفية لجميع الزوار، بمن فيهم أصحاب الهمم وكبار المواطنين.
الأقسام الرئيسية للمتحف: استكشاف متعمّق
ينقسم متحف زايد الوطني في أبوظبي إلى عدة صالات عرض ومعارض رئيسية، كل منها يركز على جانب مختلف من تاريخ وثقافة الدولة وإرث الوالد المؤسس. تعتمد العروض على مزيج غني من القطع الأثرية النادرة، الوثائق التاريخية، الخرائط، التصوير الفوتوغرافي، والأفلام التفاعلية، لتقديم تجربة تثقيفية سلسة وجذابة.
معرض حياة وعهد الشيخ زايد

يُعد هذا المعرض بمثابة القلب النابض للمتحف. يسلّط الضوء على رحلة الشيخ زايد القيادية والإنسانية منذ نشأته وصولًا إلى دوره المحوري في توحيد الإمارات، مع التركيز على رؤيته الثاقبة للمستقبل. يعرض القسم مقتنيات شخصية وصورًا تاريخية تبرز جوانبه الإنسانية كقائد وأب للأمة.
معرض مدن وحضارات: جذور التاريخ الإنساني
يكشف هذا القسم عن التاريخ الإنساني في المنطقة منذ عصور ما قبل التاريخ حتى تأسيس الدولة الحديثة. يتضمن عرضًا غنيًا للآثار والسجلات التاريخية التي تروي قصصًا عن سكن أوائل البشر أرض الإمارات قبل 300 ألف سنة. ومن أبرز المعروضات، نموذج لقارب بالحجم الحقيقي بتصميم يعود إلى العصر البرونزي، مشيرًا إلى التجارة البحرية في حقبة أم النار (2500-2000 ق.م).
معرض البيئة: عطاء الأرض
يعكس هذا القسم اهتمام الشيخ زايد العميق بالطبيعة والاستدامة والمحافظة على الموارد الطبيعية. يُظهر كيف استفاد سكان المنطقة من الموارد المتاحة عبر العصور، وكيف ساهمت الزراعة والتجارة في تطور المجتمعات المحلية. وهو ما يتجلى في الإنجازات البيئية لدولة الإمارات الحديثة، مثل مشاريع الطاقة المتجددة والبنية التحتية المستدامة.
معرض التراث: جوهر المستقبل
يسلّط الضوء على القيم التقليدية المتأصلة في حياة الإماراتيين، مثل كرم الضيافة، التسامح، وقوة العلاقات الإنسانية والاجتماعية التي أرساها الشيخ زايد. يربط هذا القسم بين أصالة الماضي وخطط الدولة لمستقبلها، مؤكدًا أن التراث هو أساس التطور.
معرض الصيد بالصقور
تكريمًا لشغف الشيخ زايد بالصقور والصيد بالصقور كجزء أصيل من التراث، يستعرض هذا القسم تاريخ هذه الرياضة التراثية وكيفية مساهمة الوالد المؤسس في المحافظة عليها كجزء من التراث الثقافي الإماراتي غير المادي.
معلومات وتفاصيل هامة حول الزيارة

يُعد متحف زايد الوطني وجهة لا غنى عنها لكل من يبحث عن فهم عميق لتاريخ الإمارات وقيمها. وبحسب آخر التحديثات، من المقرر أن يفتح المتحف أبوابه للجمهور بتاريخ 3 ديسمبر 2025، في احتفال رسمي يتزامن مع الأعياد الوطنية.
كما يقدم المتحف مجموعة متنوعة من البرامج التعليمية والخدمات المصممة خصيصًا لأصحاب الهمم وكبار المواطنين، مؤكدًا التزامه بمبدأ الشمولية وسهولة الوصول لجميع الزوار.
- الموقع: جزيرة السعديات، المنطقة الثقافية، أبوظبي
- رقم الاتصال: 024440444
- تاريخ الافتتاح المتوقع: 3 ديسمبر 2025
الآثار على السوق العقاري (أمثلة محلية)
إن تطوير صروح ثقافية كبرى مثل متحف زايد الوطني له تأثير مباشر وإيجابي على سوق العقارات المحيط. ففي جزيرة السعديات، يُلاحظ ارتفاع الطلب على الوحدات السكنية الفاخرة التي توفر إطلالات على المنطقة الثقافية والقرب من الخدمات العالمية. يقدّر المستثمرون العائد على الاستثمار المتزايد بفضل:
- جاذبية الموقع: تحوّل المنطقة إلى مركز عالمي يجذب السياح والباحثين والمقيمين المهتمين بالثقافة.
- البنية التحتية المتميزة: الاستثمار الحكومي الكبير في تطوير الطرق والخدمات العامة المحيطة بالمتحف.
- الرسوم والتسهيلات: تقديم تسهيلات في رسوم التسجيل وضريبة القيمة المضافة (حسب القوانين السارية) لتشجيع الاستثمار في المناطق الحيوية ونمو العقارات التجارية والترفيهية لتوفير خدمات متكاملة للمجمعات السكنية.
الخلاصة: نظرة نحو المستقبل
متحف زايد الوطني هو أكثر من مجرد متحف؛ إنه شهادة حية على إرادة قائد وإنجازات أمة. يجسّد الصرح رؤية الشيخ زايد: “من لا يعرف ماضيه لا يستطيع أن يعيش حاضره ومستقبله”. من خلال تصميمه المستدام، ورسالته التعليمية، ومعارضه الغنية، يُقدّم المتحف تجربة متكاملة تعمق فهم الزوار للهوية الوطنية الإماراتية وعلاقتها بالثقافات الأخرى. ندعوكم لترقب افتتاحه والقيام بزيارة تثقيفية، سواء كنتم من المقيمين الباحثين عن فهم أعمق لجذور الدولة أو مستثمرين يبحثون عن عقارات في قلب المركز الثقافي الأبرز في المنطقة.
الأسئلة الشائعة
من المقرر افتتاح متحف زايد الوطني رسميًا بتاريخ 3 ديسمبر 2025.
يستوحي تصميم المتحف من شكل جناح الصقر أثناء التحليق، وقد صُمّم من قبل شركة “فوستر وشركاه” ليجمع بين الإبداع البصري والتقنيات المستدامة للتهوية الطبيعية.
يقع المتحف في جزيرة السعديات، تحديدًا في قلب المنطقة الثقافية في أبوظبي.
يقع المتحف في جزيرة السعديات، تحديدًا في قلب المنطقة الثقافية في أبوظبي.
يركز المتحف على استكشاف إرث الشيخ زايد وقيمه، مع عرض متعمّق للتاريخ الإنساني والثقافة الغنية لدولة الإمارات منذ العصور القديمة، عبر معارض تفاعلية وقطع أثرية نادرة.